قصة حقيقية تًهزالمشاعر..

القصة لأب كبير في السن
كانت وظيفته معلم
بس معلم زمان أول.
وبعد أن تقدم به العمر
وتوفيت زوجته
الله يرحمها..
صار يسكن مع أولاده
ليخدموه..
وقد رزقه الله منها
أربعة أولاد كلهم ذكور
وبفضل الله من البارين..
ولكن لابد من القصور
ولو حرص الإنسان
وأبوهم كان يعرف
بقوته..
وهيبته..
ونفاذ كلمته..
وعندما شاخ
أدركه الضعف..
والهوان..
وشعر بأن أولاده
يدركون هذا الشي
ويتعاملون معه
على أساس هذا المنطلق..

يقص لي القصة أحد أولاده فيقول: بأن والدهم
أرسل لهم رسالة
يقول فيها:

العادات غالبا..
تسوقنا للخطأ..
عذرا أولادي..
على ما بدر مني
في صغركم..
كنت شديد القسوة عليكم
ليس لأني لا أحبكم
لا والله..
بل أنتم أغلى
من أنفاسي..
التي تشق صدري..
ولكن العرف والعادات
كانت تقول:
الأب القاسي..
هو الوحيد..
الذي يربي أولاده..
أما الحنون..
فهو أب فاشل..
يسوق أبناءه
إلى الفشل..
فنهجت نهج القوة
متوقعا إن ذلك..
أنفع لكم وأفضل..
ولم يكن العلم
يؤثر في العادات كثيرا

وكنا نرضي ونراقب المجتمع
أكثر من أي شئ آخر
وكأن رضاهم..
سيدخلنا الجنة..

سعيد..
علي..
مبارك..
محمد..
لا تستلون..
خناجركم الحادة
لتغرسوها في صدري
كل يوم..
عندما أراكم
تقبلون أبناءكم..
وتترفقون بهم..
فوالله إن قلبي
يتقطع ألما..
وأود أن أصرخ..
وأقول لكم:
وأنا أيضا كنت أحبكم
ولا أزال..

فلماذا..
عندما يقبل أحدكم ولده
ينظر إلي نظرة..
كالخنجر المسلول..
ليطعن بها قلبي..
وكأنكم تقولون:
تعلم وأفهم..!!
كيف ينبغي أن يتعامل
الآباء مع الأبناء..

أولادي..
هذا ليس زمننا
ولن يعود شيء
فات أوانه..
فلا تعلموا شيخا
مالم يعد ينفعه..
وإني أطلبكم
العذر والسموحة
وإلا فاقتصوا مني الآن ولاتعذبوني..
بنظراتكم تلك...

يخبرني بالقصة
أصغر أولاده..
إللي هو مبارك
وهو الآن أبو 3 أولاد
فيقول محمد:
كلنا تأثرنا برسالته
وذهبنا نقبل..
رأسه ويديه وقدميه
وأجمعنا كلنا..
بأنه لولا الله..
ثم تربيته لنا..
لما كنا رجالا ناجحين

ثم يقول مبارك:
عندما ذهبت..
إلى السرير لأنام
ظلت كلمات والدي
ترن في أذني..
وتؤلمني في قلبي
وحينها أجهشت باكيا
وبكيت بكاءً مرا..

وكتبت لأبي قائلا:
أبي الحبيب..
قد تكون أدركت..
جزءا من نظراتنا لك
حين نحتضن أولادنا
وهذا دليل فطنتك..
ولكن لايعلم الغيب إلا الله
فوالله إني أنظر إليك
وأقول:
ماذا لو قبلني أبي الآن
فأنا وإن كنت كبرت
وأصبحت أبا..
وخالط الشيب سواد شعري
فهذا لا يعني..
أني لا أحتاج..
حضنك الدافئ..
وقبلاتك الحارة..
فهل لي بحضن واحد
وقبلة؟؟؟

وأرسلها إلى جوال أبيه
ونام..
وعند الفجر..
خرج مبارك من غرفته
لأجل أن يصلي..
فوجد أباه واقفا..
على عكازه عند الباب
ويقول: تعال يابوي..
أضمك إلى صدري..

وضمه إلى صدره
وقبّله وبكى الإثنان
وخرجت زوجةمبارك
وبكت بكاء شديدا
لأجل المنظر المؤثر..
وما هي إلا أشهر..
وتوفي هذا الوالد العظيم..

فترفقوا يا أبناء بوالديكم..
وقد يكون لديهم
ما يقولون..؛ولكن!
لا يستطيعون البوح
كما فعل هذا الأب..

فانسوا أي ماضٍ مؤلم..
وتذكروا أن لهم فضلا..
ولو لم يربوكم..
فكيف وهم..
من وقف على مصالحكم
حتى أصبحتم..
رجالا راشدين..
وأمهات..
أو عضوات فعالات
في المجتمع..

(اللهم اغفر لآبائنا
وارحمهم..
كما ربونا صغارا..
قصة حقيقة تهز المشاعر...
وياامان الخائفين. ...